بسم الله الرحمن الرحيم
مقدمة : تعتبر عملية تقويم الطلاب أحد المرتكزات الأساسية في أي برنامج تربوي كما تعتبر عنصراً جوهرياً من عناصر العملية التعليمية وهي ذات أهمية بالغة لكل من المعلم والطالب وولي الأمر والمسؤول، فعملية التقويم تساعد المعلم في إعطاء الدرجات لطلابه وتشخيص مواطن الضعف والقوة ودرجة بلوغهم الأهداف التي رسمها لهم، كما وأنها توجهه للبحث عن طرق ووسائل معينة للوصول إلى تعلم أفضل لطلابه. وأهمية عملية التقويم للطالب تأتي من خلال تزويده بمعلومات عن درجة التقدم التي أحرزه في الوصول إلى الأهداف المرسومة، كما تبين جوانب الضعف والقوة عنده، بالإضافة لانعكاسها عليه بالتحسين الذي يتبع تدارك معلمه لوضعه.
أما ولي الأمر فالتقويم يبين له وضع ابنه وبذلك يساعده في تدارك الأمر إن كان في الطالب ضعفاً أو في تشجيعه ورعايته إن كان فيه قوة أو ميل أو اهتمام بشيء حسن.
وأما المسؤول فالتقويم يكشف له مدى فعالية المنهج والبرامج المدرسية وهذا يعود بالفائدة الكبيرة في تحسين وتطوير المناهج وعقد دورات تدريبية للمعلمين وورشات عمل تربوية ترشدهم إلى أنجح الطرق في الوصول إلى الغايات والأهداف المرسومة. (الخليلي،1405هـ:19)
1- مفهوم التقويم:التقويم عموماً يعني إصدار الحكم على شيء ما أو تقدير قيمة معينة له، والتقويم التربوي عبارة عن مجهود منظم ورسمي للحكم على ظاهرة تعليمية معينة. (الدوسري،1421هـ:34)
وتقويم الشيء في اللغة أي إعطاؤه قيمة وقوم الشيء وزنه، وفي التربية تقويم المعلم لأداء الطلاب يعني إعطاء هذا الأداء قيمة ووزناً وهو بصورة عامة يتضمن إصدار الحكم على الأشياء أو الأشخاص أو الأفكار. (عبد السلام وآخرون،1413هـ:16)
كما أن التقويم عملية منهجية لجمع البيانات وتفسير الأدلة بما يؤدي إلى إصدار أحكام تتعلق بالطلاب أو البرامج مما يساعد في توجيه العمل التربوي واتخاذ الإجراءات المناسبة في ضوء ذلك. (الغبيسي،1421هـ:29)
وبصورة أخرى فإن عملية التقويم عملية تجمع فيها بيانات بطرق القياس المختلفة، نتوصل من خلالها إلى أحكام عن فعالية العمل التربوي سواء كان تدريساً أو غيره مستندين في أحكامنا إلى معايير الكفاءة والفعالية التي نريد تحقيقها والوصول إليها. (أبو لبدة وآخرون،1417هـ:198)
2- اسـتخدام كلمات التقويم والتقييم والقياس:-
هناك خلط في استخدام كلمتي التقويم والتقييم، ويعتقد أن معناهما واحد رغم أنهما يفيدان في بيان قيمة الشيء، إلا أن كلمة التقويم هي الصحيحة لغوياً والأكثر انتشاراً كما أنها تعني بالإضافة لبيان قيمة الشيء تعديل أو تصحيح ما اعوج منه، أما كلمة التقييم فتدل على إعطاء قيمة للشيء فقط. ومن هنا نجد أن التقويم أعم وأشمل من التقييم حيث لا يقف التقويم عند حد بيان قيمة شيء ما بل لا بد كذلك من محاولة إصلاحه وتعديله بعد الحكم عليه. (سعادة،1990م:434)
كذلك كلمة التقويم أشمل من القياس وأوسع منه، فالقياس يقتصر على النواحي الكمية، بينما التقويم يشمل كلاً من النواحي الكمية والكيفية، ومن ذلك يعتبر التقويم صمام الأمان ومفتاح رقابة الإنتاج في العملية التربوية والتعليمية فهو الذي يقيس كفاءة العملية التربوية والتعليمية. (سنبل،1417هـ:59)
3- أهداف وظائف التقويم:-هناك العديد من الأهداف والوظائف للتقويم من أهمها ما يلي:
1- توضيح الجوانب التي تحتاج إلى مزيد من الاهتمام من جانب المعلم.
2- توجيه أنظار الطلاب إلى أهمية الدراسة أولاً بأول.
3- إدراك أهمية إنجاز الواجبات المنزلية.
4- توضيح الصورة الكلية لمستويات الطلاب.
5- الكشف عن أشـكال الابتكار لدى الطلاب.
6- تحديد الدرجات التي يستحقها كل طالب.
7- تطوير المنهج المدرسي.
8- تحديد مستويات أداء المعلمين في التدريس. (اللقاني وسليمان،[د. ت]:147)
4- الكفايات التعليمية المتصلة بأساليب تقويم الطلاب:-إن التنوع في استخدام أساليب تعلم الطلاب من قبل المعلمين تعتبر من الكفايات التعليمية اللازمة والمهمة التي لا بد للمعلم من إتقانها ومعرفتها بشكل كبير.
وفيما يلي عرض لبعض هذه الكفايات التعليمية اللازمة للمعلم والمتعلقة بتقويم تعلم الطلاب وفق الآتي:
1- المعرفة بالخصائص التي يجب توفرها في التقويم ومنها:
أ) الموضوعية
ب) الصدق
ج) الثبات
د) الابتعاد عن التحيز
هـ) توزيع النتائج
و ) العملية.
كما أنه هناك بعضاً من أساليب التقويم التربوي منها:-1- المقابلة: وهي عبارة عن مواجهة شخصية بين المسؤول التربوي وبين الطلاب بهدف التعرف على احتياجاتهم التعليمية.
2- الاستبانة: وهي عبارة عن استمارة تشمل عدة أسئلة مطلوب الإجابة عنها، يقوم بوضعها المسؤول التربوي المختص بهدف التعرف على الاحتياجات التعليمية والتقويمية.
3- الاختبارات: وهي إما أن تكون تحريرية أو شفهية، ويلجأ إليها بهدف الوصول إلى تقويم العملية التربوية.
4- تحليل المشكلات: من أهم وسائل نجاح العملية التعليمية/التعلمية تحليل المشكلات التربوية ومعرفة أسبابها التربوية.
5- تقويم الأداء: يعطي تقويم أو مراجعة الأداء في الواجبات الوظيفية مؤشراً واضحاً عن الأعمال التي لم تنجز وأسباب عدم إنجازها، كما يبين فيما إذا كان الطلاب أو العاملون بحاجة إلى مزيد من التدريب.
6- دراسة تقويمية للتقارير والسجلات: لتبين نقاط الضعف التي يكن معالجتها بالتدريب وتحديد نوع التدريب اللازم. (أبو سماحة،1416هـ:66)
• الاختبارات التحصيلية وأنواعها:-تختلف أنواع الاختبارات التحصيلية باختلاف أغراضها والقرارات المبنية على نتائجها ومنها:
الاختبارات مرجعية الجماعة (اختبار المقارنة)، الاختبارات مرجعية المحك (أو المحكية)، اختبارات تقويم الأداء، الاختبارات التشخيصية، الاختبارات من إعداد المعلمين (ومنها الأسئلة الموضوعية والمقالية والشفوية).
أولاً: الأسئلة الموضوعية: ومن أنواع الأسئلة الموضوعية ما يلي:
1- أسئلة الاختيار من متعدد: ويتكون سؤاله من جزأين جذر وبدائل، ويصاغ الجذر عموماً على شكل سؤال على الطالب أن يحدد إجابته من بين البدائل المعطاة أو على شكل جملة ناقصة تكملتها واحد من البدائل.
تنويعات في صياغة سؤال الاختيار من متعدد:
أ) فئة السؤال المباشر: تأتي صياغة الجذر على شكل سؤال مباشر يتطلب إجابة محددة من بين البدائل والخيارات المعطاة.
ب) فئة الجملة الناقصة: يمكن صياغة جذر السؤال على شكل جملة ناقصة تكملتها أحد البدائل.
ج) فئة الأسئلة التعديلية (أو التعويضية): يصاغ جذر السؤال في شكل جملة بعض كلماتها أو عباراتها غير صحيحة ويطلب من الطالب قراءة الجملة واختيار تركيبها الصحيح من بين الخيارات المعطاة.
د) الفئة الترتيبية أو المركبة: الجذر فيها يحتوي على عبارات غير مرتبة أو تتحدد الإجابة عليها بعدد من الخيارات المركبة.
ه) فئـة الإجـابة الصحيحة : تمثـل الإجـابة الصحيحة و فئـة أفضل إجـابة (فقرة 6) أكثر الفئات شيوعاً لأسئلة الاختيار من متعدد بحيث يكون في حالة الإجابة الصحيحة خيار صحيح واحد من بين البدائل.
و) فئة أفضل إجابة: يمكن كتابة بدائل السؤال الاختيار من متعدد واحد يمثل أفضل إجابة وإن كان ليس بالصحيح بشكل مطلق.
ز) فئة الاختيار المتعدد: تتضمن البدائل مجموعة من الخيارات بعضها صحيح وقليل منها خاطئ.
2- أسئلة الإجابة القصيرة:وتتكون من جملة على شكل سؤال أو جملة ناقصة يكفي للإجابة عليها إعطاء أو اختيار كلمة أو كلمتين إجابة على السؤال وفي حالة إعطاء الإجابة (بدلاً من اختيارها) يكتب الطالب كلمة أو عبارة قصيرة للإجابة. وتوجد صيغ ممكنة لجملة (جذر) السؤال وفق ما يلي:
أ) كتابة الجملة (الجذر) على شكل سؤال.
ب) التكملة لجملة.
ج) العبارات أو الكلمات الارتباطية.
3- أسئلة الصواب والخطأ:-يتكون هذا النوع من الأسئلة غالباً من جملة إخبارية يحدد الطالب صحتها أو خطأها، وتوجد صيغ مختلفة منها:-
أ) الصواب والخطأ: يقدم إلى الطالب جملة إخبارية إما أنها صح أو خطأ.
ب) الإيجاب والنفي: يقدم إلى الطالب سؤال إجابته إما نعم أو لا.
ج) الأسئلة العنقودية: تعطي جملة ناقصة وعدد من الجمل المستقلة التي تكملها لتصبح جملة صحيحة أو خاطئة.
د) الجمل التصحيحية: تتكون من جملة بها كلمات أو عبارات خاطئة يطلب من الطالب تصحيحها.
4- أسئلة المزاوجة (مطابقة العناصر):تتكون أسئلة المزاوجة من قائمتين، تحتوي الأولى على مجموعة من المعطيات (العناصر)، والأخرى على مجموعة من الاستجابات (الخيارات)، وتستخدم أسئلة المزاوجة لقياس التعرف على العلاقة أو الترابط بين الأحداث وتواريخها أو المصطلحات وتعاريفها أو المكتشفات والأسماء المرتبطة بها، ويكثر استخدام صيغتين من هذه الأسئلة هي المزاوجة البسيطة والمزاوجة التصنيفية، ويمكن تنويع صيغ أسئلة المزاوجة للاستخدام مع الرسوم التوضيحية أو الخرائط وغيرها، كأن تقدم خارطة صماء عليها بعض الأرقام ومجموعة من أسماء المدن مع بعض الحروف ويطلب من الطالب كتابة الأحرف المناسبة لكل رقم. ( الدوسري،1421هـ:250)
5- أسئلة التكملة:تستعمل هذه الأسئلة في قياس قدرة الطلاب على التذكر من خلال استعادتهم لبعض الكلام أو المصطلحات أو الحقائق، ومع هذا يمكن استغلالها في اختبار قدرات الفهم والتطبيق والتحليل والتقويم.
ويتكون سؤال التكملة عادة من جملة أو عبارة مفيدة تخص الموضوع الدراسي محذوفاً منها المعلومة التي يراد اختبار تذكر الطالب لها، ويتمثل دورهم هنا بتكملة الجملة أو العبارة بوضع المعلومة المطلوبة في مكانها المناسب.
6- أسئلة ملء الفراغ:فيها يقوم المعلم باختيار قطعة تتكون من خمسة أسطر أو أكثر ثم يعمد لحذف كل كلمة خامسة فيها أو الكلمات الهامة التي يرى وجوب تعلم الطلاب لها، ويقدم القطعة للطلاب بأحد أسلوبين بدون الكلمات المحذوفة حيث يتولى الطلاب ملء الفراغات بما يرونه مناسباً لها من إجابات أو أن يزودهم بقائمة الكلمات المحذوفة ليبادروا باختيار ما يناسب منها لكل فراغ مطلوب.
ويمكن الاستعاضة عن ذلك بتزويد الطلاب برسم أو خارطة لموضوع السؤال ثم الطلب منهم بوضع المعلومات المطلوبة مكانها الملائم وهذه الأسئلة عادة تقيس لدى الطلاب القدرة على التذكر والتمييز والاستيعاب. (حمدان، 1406هـ: 112)
7- أسئلة الترتيب:وفي هذا النوع من الأسئلة يطلب من الطالب إعادة ترتيب مجموعة من الكلمات أو العبارات تبعاً لتسلسلها المنطقي كترتيب أحداث متتابعة زمنياً أو ترتيب الأهمية أو العمر أو العمليات و غير ذلك من الأسس.
8- أسئلة التفسير:يستخدم هذا النوع في قياس كثير من الأهداف التربوية، وخاصة المتعلقة بالفهم والتحليل والتركيب والتطبيق، ويتكون السؤال من مشكلة قد تكون في صورة جداول أو رسوم بيانية أو خرائط أو صور أو أشكال مختلفة ويطلب من الطالب التعرف على أجزاء معية في الشكل أو تحديد مواقع الأخطاء أو ترتيب أجزاء معينة أو تطلب منه التعرف على أجهزة معينة ووظيفتها على أن يراعى في هذه الصور والأشكال والخرائط أن تكون دقيقة وواضحة حتى يمكن للطالب أن يتعرف عليها دون أية صعوبات أو تشكك في تحديدها. (عبد السلام وآخرون،1413هـ:234)
ثانياً: الأسئلة المقالية:أسئلة المقال لا تصلح لقياس نواتج المعرفة ولكنها توفر الفرصة أمام إعطاء استجابات حرة نحتاج إليها في قياس النواتج التعليمية المركبة وهي النواتج التي تتضمن القدرة على الخلق والتنظيم والتكامل والتعبير وكل أنواع السلوك الأخرى التي تتطلب استدعاء الأفكار والربط فيما بينها، بمعنى أن أسئلة المقال تقيس التحصيل في حالة العمليات العقلية العليا التي تتطلب التحليل والتركيب والربط والتقويم، وينقسم المقال إلى قسمين بحيث أن حرية الاستجابة التي توفرها أسئلة المقال تتنوع بشكل كبير، فالطالب قد يطلب منه إعطاء جواب محدد قصير وقد تترك له الحرية الكاملة ليستجيب بالطريقة التي يراها مناسبة، ويسمى هذا النوع بذي (الأسئلة ذات الإجابة القصيرة [المقيدة]) بينما يسمى النوع الثاني (الأسئلة ذات الإجابة الطويلة [الحرة]).
ويجب الابتعاد عن استخدام مقدمات للأسئلة من النوع: (من، ماذا، متى، أين، سـمّ، ضع في قائمة...) لأنها تقيس في العادة مستويات المعرفة، ويمكن أن تستخدم بدلاً منها المقدمات: (ما سبب، صف، وضح، قارن، اربط، فسر، حلل، انتقد، قيّم...) (عدس،1417هـ:81).
ثالثاً: الأسئلة الشفوية (الشفهية):وهي من أنواع الاختبارات المنتشرة في العملية التعليمية بصفة عامة والمدرسة الابتدائية بصفة خاصة، وبخاصة الصفوف الأولية في تقديم مهارات اللغة مثل التحدث والاستماع والقراءة الجهرية، وكذلك للتعرف على كثير من جوانب التحصيل الدراسي المهمة ويركز عليها المعلمون لما لها من فوائد عدة أهمها إكساب الطلاب الجرأة والشجاعة والتفكير بأسلوب منظم ولا يقصد بها أي أسئلة تطرأ على ذهن المعلم أثناء شرح الدرس بل يقصد بها الأسئلة المعدة مسبقاً إعداداً جيداً تساعد على شرح وتفسير الأفكار التي يحتوي عليها الدرس أو الموضوع، وتدرب الطالب على التفكير المنطقي من خلال الاستنتاج والتفسير، وهي العمليات الأساسية التي تتطلبها الأسئلة الشفهية والتي تتميز بتدريب الطلاب على التفكير المنطقي المنظم وعلى التعبير السليم والتصحيح وقت وقوع الخطأ وربط أفكار الموضوع، ومما يؤخذ عليها أنه قد يصاب بعض الطلاب بالتأتأة والثاثأة وقد تركز على بعض الطلاب، ويمكن أن تدخل فيها ذاتية المعلم وقد لا يعد لها إعداداً جيداً، وقد تكون سطحية وتصاغ بأسلوب يصعب على بعض الطلاب فهم المقصود من السؤال. (سليمان ونافع،1420هـ:420)
والله الموفق وهو الهادي إلى سبيل الرشـــاد ،،،،
رابط الأختبار الموضوعي :[وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط]عمل مجموعة الطالبة : ميعاد جهيم المطيري
_صيته مران العنزي
_نجلاء عايض المطيري
_عفاف منصور المطيري
_ شاهه علي السهلي
وتم أضافة الطالبتين :_ ايمان مطلق العنزي
_ مها الحربي